داعش يستغل تردي الأوضاع بالنيجر للتمدد في منطقة الساحل
وقعت اشباكات عنيفة بين القوات المسلحة النيجرية مدعومة بقوات برخان الفرنسية ضد عناصر تابعة لداعش في منطقة بالقرب من الحدود المالية.
وأحبط جيش النيجر مدعوما بقوات "برخان" الفرنسية هجوما لداعش في منطقة ميامي بالقرب من الحدود المالية.
ولفتت المصادر إلى أن القوات النيجرية أوقعت خسائر في صفوف داعش، وتمكنت من إحباط الهجوم، في ظل تمدد التنظيم في المنطقة الحدودية بين النيجر ومالي.
النيجر في مرمى الإرهاب
وفي يوليو الماضي، أعلنت وزارة الدفاع النيجرية مقتل ستة جنود نيجريين وإصابة 17 آخرين خلال الهجوم الذي شنه داعش على نقطة عسكرية في بلابرين (جنوب شرق النيجر) قرب الحدود مع تشاد.
كما شن داعش في مارس الماضي، هجوما استهدف ثلاث قرى بالنيجر هي "إنتزاين" و"باكوراتي" و"ويستان" بمقاطعة تاهوا في النيجر القريبة من الحدود مع مالي، راح ضحيتها، 141 مدنيا ما بين رجال ونساء وأطفال، بينما نهب أكثر من 5 آلاف جمل ونحو 20 ألفا من الأبقار والأغنام وعدد من السيارات.
وتشهد منطقة الساحل انتشارا لعناصر "داعش الصحراء الكبرى"، في ظل عدم الاستقرار السياسي والأمني في المنطقة وانتشار العناصر الإرهابية في المناطق الحدودية لتكون قاعدة لهم في تنفيذ الهجمات في شمال مالي والنيجر وأيضا تسهيل عمليات تهريب المقاتلين.
وتعد منطقة "أغاديس" بشمال النيجر، مركز التهريب في الصحراء الكبرى، وتعاني المنطقة من هشاشة أمنية وصراع عرقي وتمركز إرهابي.
وفي 13 سبتمبر الجاري، شهدت بلدة تالاتاي، بالقرب من المنطقة الحدودية للدول الثلاثة (مالي، والنيجر ، وبوركينا فاسو) هجوما لداعش أدى إلى مقتل نحو 33 شخصا ونزوح المئات من سكان البلدة.
ووجه موسى أغ شغتمان، قائد حركة إنقاذ أزواد "MSA"، أحد أعضاء حركة الدفاع الذاتي طوارق إيمغاد، انتقادات لدولة النيجر لعدم تعاون القوات النيجرية في مواجهة إرهابيين.
وفي وقت سابق، حذر "أغ شتغمان" من تحول المنطقة الحدودية بين مالي والنيجير وبوركينا فاسو إلى قاعدة للجماعات الإرهابية لاستهداف الدول الثلاث، داعيا الاتحاد الأوروبي والناتو للتدخل ضد الجماعات الإرهابية في شمال مالي.
ويقول الخبراء إنَّ هذا التحول يأتي في إطار استراتيجية للسيطرة على منطقة الحدود الثلاثية التي أصبحت بؤرة أعمال العنف على أيدي الجماعات المتطرفة في منطقة الساحل.
أطماع داعش
ووفق الباحث في الشؤون الإفريقية بجامعة باماكو، محمد أغ إسماعيل، فداعش يستغل تدهور الأوضاع الأمنية في المناطق الحدودية بين مالي والنيجر من أجل تثبيت أقدامه في هذه المناطق.
كما أن السيطرة على المناطق الحدودية تتيح للتنظيم استهداف أكثر من دولة في منطقة الساحل وغرب إفريقيا، فحدود النيجر متاخمة لدولة الجزائر من الشمال الغربي، وليبيا من الشمال الشرقي، وتشاد من الشرق، ونيجيريا من الجنوب، وبنين من الجنوب، وبوركينا فاسو ومالي إلى الغرب والجنوب الغربي، وهو ما يتيح للتنظيم الإرهابي قدرة على الحركة وتهريب السلاح والمقاتلين، والسيطرة على طرق التهريب في هذه المناطق وعلى مصادر التجارة غير الشرعية، وفقا لـ"أغ اسماعيل".
كما تعد مناطق النيجر غنية بالموارد الخام، كالذهب والفحم والنفط واليورانيوم، وهو ما يمكن التنظيم من الحصول على الموارد المادية لتمويل عملياته.
ومن أسباب تحول المناطق الحدودية، بين مالي والنيجر وتشاد، لمناطق تهديد أمني، هو غياب التنسيق بين "G5"، وفق الباحث في مركز راند الأميركي للاستشارات الأمنية مايكل شوركين.