قصص كثيرة تروى بغصة وألم وجرح كبير قد يحتاج إلى أعوام وأعوام لكي يذهب ويتلاشى مع رياح السنوات. منذ سنوات، كانت محافظة الرقة، بمثابة مسلخ ذبح وتعذيب لتنظيم "داعش" الارهابي أما اليوم، فقد تحررت المدينة من قبضة التنظيم، لتبدا عملية توثيق أعمال "داعش" الارهابي على النساء والأطفال الذي عتم حياة مواطنين وحُفر في ذاكرتهم الرعب المروع نتيجة وحشيته وإراقته الدماء.
فقدنا كرامتنا، وحرمنا من كل شيء بهذه الكلمات تبدأ أم خالد، البالغة من العمر 35 عاما، وقد هربت من الرقة ليلا منذ أشهر وهي الآن من بين آلاف اللاجئين السوريين الذين يعيشون في مناطق أمنة تقع تحت سيطرت الجيش السوري.
تتحدث أم خالد لمراسل " سبوتنيك" قائلة: "وضعت ابني البالغ من العمر 4 سنوات على كتفي، أما ابني البالغ من العمر 13 عاما فوضع شقيقته الصغيرة على ظهره وزحفنا على جثث مرمية لنهرب من الارهاب.
وأضافت: "لدى وصولنا إلى أول حاجز للجيش السوري، لم يكن باستطاعة الأولاد التنفس نتيجة العب والخوف حتى قام عدد من الجنود بتهدئتنا وتقديم بعض الماء والطعام ريثما تم تأمين سيارة عسكرية لتنقلنا إلى مكان أمن.
تكمل ام خالد في الرقة، من المستحيل حساب العدد الدقيق للوفيات بين المدنيين.
فالألاف لقوا حتفهم على يد "داعش" وأصبحت المدينة تعاني من عدم وجود أحياء سكنية أو كهرباء أو مياه نظيفة، رغم أنها مدينة زراعية وذات تربة خصبة، إلا أن "داعش" قام بتغريب كل شيء.
وكان ينفذ عمليات قطع رؤوس وتجنيد أولاد صغار بهدف تنفيذ عمليات انتحارية، وتم فتح مدارس إسلامية إلزامية تدرس تفسيرات "داعش" المشؤومة — كما استحالت النساء والفتيات عبيد جنس في مدينة باتت بمثابة مقبرة.
كانت أم خالد تخاف على أطفالها من الالتحاق بمدارس "داعش" الإلزامية كما أن وضع رؤوس الأموات في الشوارع وإرغام الأطفال على رؤية هكذا مشاهد خطير للغاية كما أن خوفها الكبير كان على ابنها خالد البالغ 13 عاما من أن يقوم "داعش" بتجنيده بعدما فرضوه على كل شاب قادر على حمل السلاح حتى الأطفال الذين لم يبلغوا السن القانوني لذلك قررت الهرب والنجاة بفلذة كبدها.
تحلم أم خالد بأن تعود لديارها علها تعلم شيء عن زوجها الذي اعتقل من قبل التنظيم لأنه كان مدرس لغة عربية ورفض التعليم بمدارس التي قام داعش بافتتاحها بمحافظة الرقة السورية لتقول "الأمل هو كل ما نملك لمي نبقى على قيد الحياة". المصدر: سبوتنيك