أعلنت قناة الميادين اللبنانية، استشهاد مراسلتها فرح عمر ومصورها ربيع المعماري بقصف إسرائيلي مباشر عند مثلث طير حرفا الجبين، جنوبي لبنان.
كما أدى القصف الإسرائيلي، اليوم، إلى استشهاد المواطن حسين عقيل.
وكانت فرح عمر قد ظهرت في رسالتها الأخيرة ضمن تغطية مباشرة قبل نحو ساعة على شاشة "الميادين"، متحدثةً عن آخر التطورات في جنوب لبنان.
وقال رئيس مجلس إدارة "الميادين" غسان بن جدو، في مقابلة على القناة، إنّ ما تعرّض له الصحافيان "كان استهدافاً مباشراً ولم يكن بالصدفة"، وأشار إلى أن المدني الذي استشهد مع الصحافيَين هو أيضاً "متعاون" مع قناة الميادين، من دون أن يحدد وظيفته.
وباستشهاد فرح عمر وربيع المعماري يرتفع عدد الصحافيين اللبنانيين الذين قتلهم الاحتلال الإسرائيلي إلى ثلاثة منذ بدء العدوان على غزة في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول واندلاع الاشتباكات على الحدود اللبنانية الجنوبية، حيث جرى تبادل للقصف بين قوات الاحتلال الإسرائيلية من جهة، وفصائل فلسطينية وحزب الله من جهة ثانية.
ففي 13 أكتوبر، قتل العدو الإسرائيلي المصور الصحافي في وكالة رويترز عصام العبدالله، وأصيب آخرون من وكالة فرانس برس وقناة الجزيرة و"رويترز". وأكدت منظمة مراسلون بلا حدود أن استشهاد العبدالله كان نتيجة ضربة مستهدفة من اتجاه الحدود الإسرائيلية.
وتستهدف قوات الاحتلال الصحافيين الفلسطينيين منذ السابع من أكتوبر، إذ استشهد 55 صحافياً وعاملاً في مجال الإعلام، وفقاً لنقابتهم.
يُذكر أن حكومة الاحتلال قررت، في نوفمبر/ تشرين الثاني الحالي، وقف بث قناة الميادين اللبنانية و"حظر عملياتها في البلاد" بتهمة "الإضرار بأمن الدولة".
كانت الحكومة الإسرائيلية قد أقرت، الشهر الماضي، تشريعات مؤقتة تسمح لوزير الاتصالات الإسرائيلي بمنع بث وسائل إعلام أجنبية بدعوى "المسّ بالأمن الإسرائيلي".
وعبّر رئيس حكومة تصريف الأعمال في لبنان نجيب ميقاتي عن إدانته الشديدة للاعتداء الإسرائيلي الذي استهدف الصحافيين اليوم. وقال ميقاتي إنّ "هذا الاعتداء يثبت مجدداً أن لا حدود للإجرام الإسرائيلي، وإنّ هدفه إسكات الإعلام الذي يفضح جرائمه واعتداءاته".
وسأل ميقاتي مستنكراً، في تصريح لـ"الميادين": "أين الشرعية الدولية؟ وأين حقوق الإنسان وشرعة الأمم المتحدة ومن يطالب بالعدالة الدولية في ظلّ ما يجري؟". وأضاف: "نحن أمام مسلسل مستمرّ من العنف وإجرام العدو الدائم... لن نتقاعس عن القيام بأي أمر خصوصاً لناحية تقديم شكوى إلى الأمم المتحدة، لكن هل لها قيمة نسبة إلى الأرواح التي نفقدها كل يوم؟ مع ذلك، سنقوم بواجبنا لنوثق الإجرام الإسرائيلي أمام المحافل الدولية".
وقال وزير الإعلام اللبناني في حكومة تصريف الأعمال زياد المكاري، اليوم، إن "إسرائيل الغادرة تستهدف الطواقم الإعلامية في جنوب لبنان، ضاربة المواثيق الدولية بعرض الحائط، ومشرعة الأبواب لشريعة الغاب التي تتقن كلّ مفرداتها".
وأشار المكاري إلى أن "الحكومة اللبنانية، بعد استشهاد عصام العبدالله ومحاولة قتل فريق إعلامي آخر، تقدّمت بشكوى لدى مجلس الأمن، وهناك شكاوى أيضاً أحيلت إلى مفوضية حقوق الإنسان في جنيف".
وأضاف: "سنتابع الموضوع عن كثب، وسأتصل بقيادة الجيش لإجراء تحقيق جنائي"، طالباً من "الميادين" تقديم أدلة والمساعدة في التحقيق.
من جهته، قال نقيب محرّري الصحافة اللبنانية جوزيف القصيفي، لـ"الميادين"، إن "إجراءات الوقاية لا تجدي نفعاً بوجه عدو قرّر اغتيال الصحافيين".
وأضاف القصيفي أن "السكوت لم يعد ممكناً، وعلينا أن نستنفر كل الوحدات الصحافية والإعلامية في العالم أجمع، ونطلق حملة واسعة النطاق ونوحد الجهود لمقاضاة إسرائيل أمام المحكمة الجنائية الدولية، ومحكمة العدل الدولية، وأيضاً الذهاب نحو إنشاء محكمة خاصة لمحاكمة إسرائيل على جرائمها، بدءاً بالجرائم التي ترتكبها بحق الصحافيين والمدنيين في فلسطين المحتلة وفي لبنان".
وقال: "اتصلنا باتحاد الصحافيين العرب والاتحاد الدولي للصحافيين، ووضعناهما في صورة ما يجري من مجازر، وألححنا بضرورة التسريع، لتقديم شكوى أمام المحكمة الجنائية الدولية لإدانة إسرائيل واتخاذ قرار بهذا الشأن".
كما استشهدت، اليوم، امرأة مسنة وأصيبت حفيدتها بجروح بغارة إسرائيلية استهدفت بلدة كفركلا، جنوب لبنان، وفق ما أفادت به الوكالة الوطنية الرسمية للإعلام. وأوردت الوكالة أن "الطيران المعادي أغار على المنازل المأهولة في بلدة كفركلا، ما أدى إلى استشهاد المواطنة لائقة سرحان (80 عاماً)، وإصابة حفيدتها بجروح".
منذ بدء التصعيد على الحدود، استشهد 95 شخصاً في لبنان، بينهم 68 مقاتلاً في صفوف حزب الله، و14 مدنياً. من جهة ثانية، أعلنت قوات الاحتلال الإسرائيلية عن مقتل تسعة أشخاص بينهم ثلاثة مدنيين.