الجبهات الجامدة في ادلب والشرق السوري تلتهب من جديد
شرق الفرات السوري حيث تتمركز قوات سوريا الديمقراطية الكردية المدعومة من واشنطن تشهد تحركات تنذر بتغيير المعادلة هناك، فمعركة الشرق السوري تبدو بأنها تتقدم في المشهد عن ما سواها في ادلب وارياف حماه وحلب، رغم أن هذه المنطقة أي إدلب والمناطق القريبة منها والتي تسيطر عليها جبهة النصرة و التنظيمات الأخرى المتحالفة معها،
تبدو هي الأخرى مرشحه للتصعيد الكبير مع تصميم تلك الفصائل على استفزاز القوات الروسية هناك، ومحاولتها المتكررة لاستهداف قاعدة حميميم الروسية بالطائرات المسيرة أو بصواريخ غراد كما حدث خلال الأسبوع الماضي، أو فتح جبهة اشتباك مع الجيش السوري كما حدث قبل يومين من خلال هجوم جبهة النصرة وتنظيم حراس الدين على مواقع الجيش السوري في خان طومان في ريف حلب .
الجبهات تتحرك مجددا بعد جمود، في شرق الفرات لا يبدو أن الأمر استتب للقوات الكردية وان نعمت حتى اللحظة بالحماية الأمريكية، وفي إدلب والأرياف الشمالية، فإن اتفاق سوتشي الموقع بين الرئيسين بوتين وأردوغان سقط سقوطا مدويا، وحتى الآن لم تعلق تركيا على الهجمات التي تنطلق من المنطقة المتفق عليها على أنها منزوعة السلاح والتي يقع ترتيب وضعها على أنقرة، ومع ورود أنباء اطلعت عليها” راي اليوم ” تتحدث عن قيام جيش العزة” بإغلاق الطريق الدولي الواصل بين حماة وإدلب، رفضًا لتسيير دوريات عسكرية تركية- روسية في المنطقة. وتهديد التنظيم باستهداف وقتل أي جندي روسي يدخل المنطقة، فإن المنطقة برمتها أمام ضرورة اتفاق جديد أو قرار من أحد الأطراف لقلب الطاولة، تجاه هذا الوضع الذي أنهى كل التفاهمات الروسية التركية.
وعلى جبهة الشرق تقدمت وحدات الجيش السوري اول امس باتجاه مواقع كانت تحت سيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) على الجبهة الجنوبية الغربية للرقة، تحت غطاء من الطيران الحربي السوري والروسي.
وتقدمت القوات بعمق ثلاثة كيلومترات حيث امتد خط تقدم الجيش السوري من قرية “جعيدين” شرقاً مروراً بـ “هورة الجريات” حتى منطقة “شعيب الذكر” غرباً، مع انسحاب سريع لقوات قسد تفاديا لفتح مواجهة عسكرية.
تحركات الجيش السوري العسكرية تتزامن مع تحركات شعبية ذات طابع عشائري داخل منطقة سيطرة “قسد”، ومنع الأهالي في ريف دير الزور صهاريج نقل النفط والغاز السوري لقوات قسد من منطقة شرق الفرات إلى الحسكة ومنها إلى منطقة كردستان العراق، وأغلق المتظاهرون الغاضبون من سرقة النفط السوري وتهريبه إلى كردستان حيث يتم بيعه لحساب قوات قسد، الطرقات بالاطارات المشتعلة، وحاولت قوات “قسد” فتحها بالرصاص تجاه المحتجين ما أدى إلى وقع ضحايا.
وتخفيفا لغضب السكان قامت القوات الأمريكية بطرد عناصر” قسد” من حقل كونيكو للغاز بريف دير الزور الشرقي، وكانت قوات قسد تتولى مسؤولية حماية وإدارة الحقل، لكن مصادر أهلية في دير الزور أفادت “راي اليوم” ان هدف القوات الأمريكية وان كان في ظاهره تخفيفا لغضب الأهالي من ممارسات” قسد” واتهامها بتهريب النفط السوري لحسابها، إلا أن الحقيقية هي أن القوات الأمريكية باتت تخشى أن تفقد القوات الكردية سيطرتها على الحقل، ولذلك وضعت حقل الغاز تحت حراسة قوات أمريكية .
وشهدت بلدات وقرى البصيرة وماشخ والضمان والنملية وطيب ألفال والطيانة بريف دير الزور الشرقى والجنوبى الشرقي، مظاهرات احتجاجية مطالبة بطرد مليشيا “قسد” من مناطقهم جراء انتشار الفوضى وحالات الخطف والقتل واحتكار النفط من قبل هذه المليشيات والشركات التى تتعامل معها. المصدر: رأي اليوم